ظننت انك نهاية رحلتي
لا أن تكوني نهايتي
لا تجعلي مني طقس من طقوس الفراق
يقرأني الرهبان في صلاة الوداع
لا تنكر ماضي أوراقنا فتأكلني لعنة النسيان
* * *
عشقتك يا سيدي عشقا أسطوريا
لا يداهم احد من البشر شيطانا كان آم انسيا
إلا وجعل منه بطلا إغريقيا
عشقتك كقصة خرافية
أحدثُ بها نوارس البحر كل يوم
فيجتمعون حولي في وسط البحر كأنهم رهبان
وتأتي كل اسماك البحر وتركع تحت قاربي
وترقص الدلافين والحيتان بين الأمواج حولي
وتنسج لي دفترا من مرجان
اكتب فيه لك والنجوم تتساقط من بين عيني
على دفتري
على أحزاني
فيلمع دفتري ولا أدري إن كان يلمع من النجم
أم من لون أحزاني
آم من بقايا الدمع
ويصبح قاربي كعبة لملوك الشطآن
واليوم ......
اليوم جاءوني ينتظرون قصة جديدة احكيها لهم كجدة وسط أطفال
لا أعرف بما ذا اخبرهم؟
هل أقول لهم انك رحلت ولم يعد في ذاكرتي شيئا من الآيات ؟
أم أقول لهم إن سيدي رحل عني وتركني اهذي وسط البحر ؟
كانوا يجتمعون حولي
وانزل عليهم كلماتي فيشربوها كخمر الليل
فينامون بين الأمواج وبين المرجان
ولا يخافون من الشباك
ولا من الصياد
فكل شباكي التي كنت ارميها في بحرهم كي اصطادك
صارت ترجع لي خاوية إلا من الأوهام والخرافات
* * *
الكلمات لها رهبة الوحي
ورجفة الأنبياء
كلنا رسمنا وجه الله ولم نره من قبل
لأننا عشقناه
أحاول أن ارسم رائحة جسدك وانزعها من خريطة فراشي
فانا لا أريد أن أحضنك يا صغيري بين يدي
إنما بين شفاهي
لا تنتظر مني المعجزات
فليس في ديني شيء سوى آيات الغرام
ولا جديد في نبوتي
سوى الألم والقهر وعهر الحكام
الحب ليس لعبة يانصيب
نشتري منها الكثير لتكبر أحلامنا
الحب يا سيدي ثورة
إما راس الخليفة
وإما المقصلة
بحثت عنك في كل صحف الصباح
وفي كل الأبراج
وفي كل فناجين القهوة التي ترتشفينها متعبة كراقصة باليه بعد الافتتاح
عشقت كل الديار كي أجدك
فتشت بين كل الخرافات عنك
وبين كل المعوذات التي ورثتها عن أمي
والتي على جدرانها صلبوني قومي
سجدت لألف صنم وصنم
كي افهم شكي ويقيني
ولم يروي اله واحد ظمئي
كنت أظن أني سأعيش وحدي في كهفي إلى الأبد
ولن انشر رسالتي ولن اخبر احد عن آياتي
من دس لك سم أوراقي؟
وعلمك حروف هجائي ؟
لم اعلم إن شيطان الكلمات كان يزورك أيضا
فقد أوصدت باب آلامي ورائي
ولم ادع للضوء خيطا يشرب من ظلامي
* * *
نحن خير امة تبكي على الأطلال
ولن تجدي في قاموسنا ولا في معاجمنا
شمعة واحدة أو حرف من حروف المستقبل
أو ضرب من ضروب الأفعال
نحن نرعد كل يوم خمسين ألف مرة
ونهدد العالم كل يوم خمسين ألف مرة
ونتهم بعضنا البعض كل يوم خمسين ألف مرة
ونؤمن بالمعجزات
ونقرا صحف الخلفاء
وكيف اقتتلوا على الخيام والنساء
ومن هو المنتظر ومن هم الفجار
ولكننا يا حبيبي لازلنا في ورطة جاهلية
ولن يخرجنا منها حتى الأنبياء